وبلاگ شخصی رضا

وبلاگ شخصی رضا

مطالب زیبا|مذهبی|مناسبتی|اخبار|نظرات شخصی|سرگرمی|نرم افزار
وبلاگ شخصی رضا

وبلاگ شخصی رضا

مطالب زیبا|مذهبی|مناسبتی|اخبار|نظرات شخصی|سرگرمی|نرم افزار

فی ندائه لحجاج بیت الله الحرام

بسم الله الرحمن الرحیم

و الحمد لله رب العالمین، و صلى الله على سیدنا محمد و آله الطیبین، و صحبه المنتجبین، و من تبعهم بإحسان إلى یوم الدین.

أیها الإخوة و الأخوات المسلمون فی کل العالم.

موسم الحج موسم فخر و عظمة للمسلمین فی أعین الخلائق، و موسم نورانیة القلوب و الخشوع و الابتهال أمام الخالق. الحج فریضة قدسیة و دنیویة و إلهیة و جماهیریة، فالأمران الإلهیان: «فَاذْکُرُوا اللَّهَ کَذِکْرِکُمْ آبائکمْ أَوْ أَشَدَّ ذِکْرًا» (1)، و «وَاذْکُرُوا اللَّهَ فِی أَیَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ» (2) من ناحیة، و الخطاب الإلهی القائل: «الَّذِی جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاکِفُ فِیهِ وَالْبَادِ» (3) من ناحیة أخرى، تنیر کلها الأبعاد المتنوِّعة و اللامتناهیة للحج.

فی هذه الفریضة المنقطعة النظیر، ینیرُ أمنُ الزمانِ و المکانِ قلوبَ الناس کعلامة بیّنة و نجم لامع، و یُخرِج الحاجَّ من حصار عوامل اللاأمن التی یهدِّد بها الظالمون المهیمنون جمیعَ البشریة دائماً، و یذیقه لذةَ الأمان لفترة معینة.

الحج الإبراهیمی الذی أهداه الإسلام للمسلمین هو مظهر العزة و المعنویة و الوحدة و العظمة، و یستعرض عظمة الأمة الإسلامیة و اتکالها على القدرة الإلهیة الأبدیة أمام أنظار الأعداء و ذوی الطویّة السیئة، و یُبرِّز المسافة الفاصلة بین المسلمین و بین مستنقع الفساد و الحقارة و الاستضعاف الذی یفرضه العتاة و المتغطرسون الدولیون على المجتمعات البشریة.

الحکام السعودیون الذین صدّوا هذه السنة عن سبیل الله والمسجد الحرام، وسدّوا طریق الحجاج الإیرانیین الغیارى المؤمنین عن بیت الحبیب، هم ضالون مخزیّون یعتبرون بقاءهم على عرش السلطة الظالمة رهناً بالدفاع عن مستکبری العالم، والتحالف مع الصهیونیة وأمریکا، والسعی لتحقیق مطالبهم

الحج الإسلامی و التوحیدی مظهر «أَشِدّاءُ عَلَى الْکُفّارِ رُحَمَاءُ بَیْنَهُمْ» (4). إنه موطن البراءة من المشرکین، و الألفة و الوحدة مع المؤمنین. الذین یهبطون بالحجّ إلى سَفرة زیاریة - سیاحیة، و یخفون عداءهم و حقدهم على الشعب الإیرانی المؤمن الثوری وراء عنوان «تسییس الحج»، هم شیاطین صغار حقراء ترتعد فرائصهم من تعرض مطامع الشیطان الأکبر - أمریکا - للخطر. الحکام السعودیون الذین صدّوا هذه السنة عن سبیل الله و المسجد الحرام، و سدّوا طریق الحجاج الإیرانیین الغیارى المؤمنین عن بیت الحبیب، هم ضالون مخزیّون یعتبرون بقاءهم على عرش السلطة الظالمة رهناً بالدفاع عن مستکبری العالم، و التحالف مع الصهیونیة و أمریکا، و السعی لتحقیق مطالبهم، و لا یتورّعون فی هذا السبیل عن أیة خیانة.

تمضی الیوم قرابة السنة على أحداث منى المدهشة، التی قضى فیها عدة آلاف نحبهم مظلومین فی یوم العید، و بثیاب الإحرام، تحت الشمس، و بشفاه ظامئة. و قبل ذلک بفترة وجیزة تضرّج عددٌ من الناس فی المسجد الحرام بدمائهم و هم فی حال عبادة و طواف و صلاة. الحکام السعودیون مقصّرون فی کلا الحادثتین، و هذا شیء أجمع علیه کل الحاضرین و المراقبین و المحللین التقنیین. و قد طرحتْ ظنونٌ من قبل بعض المختصین حول عمدیة الحادث. و من المؤکد و القطعی وجود تعلل و تقصیر فی إنقاذ أرواح الجرحى الذین ترافقت أرواحهم العاشقة و قلوبهم المشتاقة فی یوم عید الأضحى مع ألسنتهم الذاکرة لله و المترنّمة بالآیات الإلهیة. لقد زجّهم الرجال السعودیون المجرمون القساة القلوب مع الموتى فی کانتینرات مغلقة، و قتلوهم شهداءً بدل معالجتهم و مساعدتهم أو حتى إیصال الماء لشفاههم الظامئة. فقدتْ عدةُ آلاف من العوائل من بلدان مختلفة أحباءها، و فُجعت شعوبها. و قد کان هناک قرابة الخمسمائة شخص من الجمهوریة الإسلامیة بین هؤلاء الشهداء. و لا تزال قلوب العوائل جریحة مکتویة، و لا یزال الشعب حزیناً غاضباً. 

لقد زجّ الرجال السعودیون المجرمون القساة القلوب جرحى منى مع الموتى فی کانتینرات مغلقة، وقتلوهم شهداءً بدل معالجتهم ومساعدتهم أو حتى إیصال الماء لشفاههم الظامئة

و بدل أن یعتذر حکام السعودیة و یبدوا ندمهم و یلاحقوا المقصّرین المباشرین فی هذه الحادثة المهولة قضائیاً، تملّصوا بمنتهى الوقاحة و عدم الخجل حتى من تشکیل هیئة تقصّی حقائق دولیة إسلامیة. و بدل الوقوف فی موضع المتهم وقفوا فی موضع المدّعی، و أعلنوا بخبث و استهتار أکبر عن عدائهم القدیم للجمهوریة الإسلامیة و لکل رایة إسلامیة مرفوعة ضد الکفر و الاستکبار.

أبواقهم الإعلامیة، سواء الساسة الذین تعدّ تصرفاتهم حیال الصهاینة و أمریکا عاراً على العالم الإسلامی، أو مفتوهم غیر الورعین و آکلو الحرام الذی یفتون علانیة بخلاف الکتاب و السنة، إلى مرتزقتهم الصحافیین الذین لا یمنعهم حتى الضمیر المهنی من الکذب و صناعة الأکاذیب، تسعى عبثاً إلى اتهام الجمهوریة الإسلامیة بحرمان الحجاج الإیرانیین من حجّ هذه السنة. الحکام المثیرون للفتن الذین ورّطوا العالم الإسلامی فی حروب داخلیة و قتل و جرح للأبریاء عن طریق تأسیس و تجهیز الجماعات التکفیریة الشریرة، و راحوا یغرقون الیمن و العراق و الشام و لیبیا و بلدان أخرى فی الدماء، هم متلاعبون سیاسیون لا یعرفون الله، و یمدون ید الصداقة نحو الکیان الصهیونی المحتل، مغمضین أعینهم عن آلام الفلسطینیین و مصائبهم المهلکة، و ینشرون مدیات ظلمهم و خیانتهم إلى مدن البحرین و قراها. الحکام عدیمو الدین و الضمیر الذین خلقوا فاجعة منى الکبرى، و انتهکوا، باسم خدمة الحرمین، حرمة الحرم الإلهی الآمن، و قتلوا ضیوف الله الرحمن فی یوم العید فی منى، و فی المسجد الحرام قبل ذلک، یتشدّقون الآن بعدم تسییس الحج، و یتهمون الآخرین بالذنوب الکبرى التی ارتکبوها هم، أو تسببوا بها.

الحکام المثیرون للفتن الذین ورّطوا العالم الإسلامی فی حروب داخلیة وقتل وجرح للأبریاء عن طریق تأسیس وتجهیز الجماعات التکفیریة الشریریة ... هم متلاعبون سیاسیون لا یعرفون الله

إنهم مصداق تامّ للبیان القرآنی الکریم الساطع بالأنوار: «وَإِذا تَوَلّىٰ سَعىٰ فِی الْأَرْضِ لِیُفْسِدَ فِیها وَیُهْلِکَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لا یُحِبُّ الْفَسادَ» (5)، «وَإِذا قِیلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ» (6). و فی هذه السنة أیضاً تفید التقاریر أنه فضلاً عن صدّ الحجاج الإیرانیین و حجاج بعض الشعوب الأخرى، وضعوا حجاجَ باقی البلدان ضمن نطاق سیطرات و مراقبات غیر معهودة بمساعدة الأجهزة التجسسیة الأمریکیة و الصهیونیة، و جعلوا بیت الله الآمن غیر آمن على الجمیع.

على العالم الإسلامی، سواء الحکومات أو الشعوب المسلمة، أن یعرف حکام السعودیة، و یدرک بنحو صحیح حقیقتهم الهتّاکة غیر المؤمنة التابعة المادیة. على المسلمین أن لا یترکوا تلابیب الحکام السعودیین على ما تسبّبوا به من جرائم فی کل العالم الإسلامی. و علیهم أن یفکروا تفکیراً جاداً بحلّ لإدارة الحرمین الشریفین و قضیة الحج بسبب سلوکهم الظالم ضد ضیوف الرحمن. التقصیر فی هذا الواجب سیعرض الأمة الإسلامیة مستقبلاً لمشکلات أکبر.

على العالم الإسلامی، سواء الحکومات أو الشعوب المسلمة، أن یعرف حکام السعودیة، ویدرک بنحو صحیح حقیقتهم الهتّاکة غیر المؤمنة التابعة المادیة

أیها الإخوة و الأخوات المسلمون، مکان الحجاج الإیرانیین المشتاقین المخلصین خالٍ هذه السنة فی مراسم الحج، لکنهم حاضرون بقلوبهم، و هم إلى جانب الحجاج من کل أرجاء العالم، و قلقون على حالهم، و یدعون أن لا تستطیع الشجرة الملعونة للطواغیت أن تنالهم بسوء. إذکروا إخوتکم و أخواتکم الإیرانیین فی أدعیتکم و عباداتکم و مناجاتکم، و ادعوا لرفع المعضلات عن المجتمعات الإسلامیة و تقصیر أیدی المستکبرین و الصهاینة و عملائهم عن الأمة الإسلامیة.

إننی أحیّی ذکرى شهداء منى و المسجد الحرام فی العام الماضی، و شهداء مکة فی سنة 66 [1987 م]، و أسأل الله عزّ و جلّ لهم المغفرة و الرحمة و علوّ الدرجات، و أبعث السلام لسیدنا بقیة الله الأعظم روحی له الفداء، سائلاً دعاءه المستجاب لرفعة الأمة الإسلامیة و نجاة المسلمین من الفتنة و شرور الأعداء.

 

و بالله التوفیق و علیه التُکلان

آخر ذی‌ القعدة 1437

 

 

الهوامش:

1 - سورة البقرة، الآیة 200 .

2 - سورة البقرة، الآیة 203 .

3 - سورة الحج، الآیة 25 .

4 - سورة الفتح، الآیة 29 .

5 - سورة البقرة، الآیة 205 .

6 - سورة البقرة، الآیة 206 .

نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد